09

مخطوطة حلب

كُتبت مخطوطة حلب في طبريّا حواليّ سنة 930 م. وهي موجودة في متحف إسرائيل، بملكيّة معهد بن تسڤي في القدس.

إنّ مخطوطة حلب هي أقدم مخطوطة للكتاب المقدس معروفة لنا اليوم التي حُفظت بأكملها تقريبًا. تمّ نسخ نصّ التوراة في مخطوطة حلب من قبل الناسخ شلومو بن بوياعا. في نهاية عمله أضاف الحاخام واضع الملاحظات على التوراة أهارون بن آشر المكوّنات الثلاثة في الملاحظات على الكتاب: الضبط بالشكل، علامات التجويد والملاحظات. 

من المتعارف عليه أنّ الصيغة المعتمدة لمخطوطة حلب هي أكثر صيغ التوراة الموجودة بين يدينا دقة. إنّ الأهمّيّة البالغة لمخطوطة حلب، بل يمكننا أن نقول – غير المسبوقة، تستند إلى قاعدة أخرى هي صلتها بموسى بن ميمون، إذ أكّدت الروايات والأبحاث التاريخيّة التقليدية، أنّنا أمام مخطوطة من التوراة يكاد يكون من المؤكّد أنّ موسى بن ميمون استخدمها حين عمل على تأليف "تثنية التوراة". كما قال موسى بن ميمون عن هذه المخطوطة "كتاب اعتمدنا عليه في هذه الأمور هو الكتاب المعروف في مصر ويشمل أربعة وعشرين كتابًا، كان في القدس لعدة سنوات لتنقيح الكتب على أساسه، واعتمد عليه الجميع حسب ما نقّحه ودقّقه بن آشر لسنوات عديدة ونقّحه مرّات عديدة كما نسخه (موسى بن ميمون، أحكام التيفيلين والمزوزاه وسفر التوراة، الفصل 8).

بقيت مدوّنة حلب في القدس حتى الاحتلال الصليبيّ للأرض المقدّسة الذين سلبوها وباعوها في سوق العبيد في عسقلان ،هكذا وصل إلى المجتمع اليهوديّ في القاهرة، وهناك التقى بها موسى بن ميمون. لاحقًا نقلها حفيد ابن حفيد موسى بن ميمون إلى مدينة حلب السوريّة، التي عرفت باسم آرام تسوبا، وبقين هناك حتّى حرب الاستقلال في الكنيس الكبير للجالية اليهوديّة في حلب. في عام 1957 هُرّبت المخطوطة من حلب بمساعدة الموساد وسُلّمت إلى السيّد يتسحاك بن تسڤي، الرئيس الثاني لدولة إسرائيل.

بإذن من معهد بن تسڤي، المصور: أردون بن حما

 

بالعودة إلى الخريطة

image