06

كتاب "تفسير المشناة" بخطّ موسى بن ميمون

بدأت كتابة المخطوطة في المغرب عام 1161، وانتهت في مصر عام 1168. من بين الأجزاء الستّة لكتاب "تثنية التوراة" لموسى بن ميمون، تبّقت حتّى اليوم خمسة أجزاء مكتوبة بخطّ يده: سفر الأعياد وسفر النساء موجودان في المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة في القدس، وأسفار البذور، الأضرار والمقدسات الموجودة في مكتبة بودلي في أكسفورد. أمّا سفر الطهارة فهو مفقود.

كُتب "تثنية التوراة" خلال ترحال موسى بن ميمون في منطقة حوض البحر المتوسّط. بدأت الرحلة في المغرب التي فرّ إليها لاجئ حرب قبل ذلك بعدّة سنوات. لقد فرّ هو وعائلته من موطنه إسبانيا أيضًا في أعقاب صعود الموحّدين- حركة إسلاميّة متطرفة - إلى سدّة الحكم. بعد سنوات قليلة اضطرّ إلى الفرار إلى المغرب أيضًا. وصل موسى بن ميمون من المغرب إلى أرض إسرائيل التي قضى فيها خمسة أشهر، حتّى قرر مغادرتها أيضًا ليستقرّ في نهاية المطاف في وجهته النهائيّة – القاهرة في مصر. بعد سبع سنوات من بداية العمل على تفسير تثنية التوراة أنهاه موسى بن ميمون ابن الثلاثين في مصر. 

يعتبر تفسير تثنية التوراة أوّل أكبر عمل أدبيّ لموسى بن ميمون. منذ لحظة نشر التفسير، بعد عامين من وصوله إلى مصر، أصبح موسى بن ميمون رئيسًا للمجتمع اليهوديّ في مصر. يشير إنهاء التفسير من حيث تاريخ موسى بن ميمون إلى تحوّله إلى قائد معروف ليهود مصر خاصّة، واليهود في الشرق عامّة. اختتم موسى بن ميمون كتابه بالاعتذار التالي:

"لقد أتممنا هذا الكتاب كما حدّدنا، وأطلب منه تعالى وأرجوه أن يُجيرني من الأخطاء. كلّ من يجد مجالًا للتشكيك أو يرى أنّ هناك تفسيرًا لأحد أحكام الشريعة أفضل من التفسير الذي قدّمته، فليُبدِ ملاحظاته على ذلك وليظنّ فيّ خيرًا، لأنّ ما فرضت على نفسي في هذا ليس قليلًا وتنفيذه ليس سهلًا عند ذي عدل وقدرة تمييز جيّدة. خاصّة وأنّي كنت في كثير من الأحيان قلقًا بسبب حوادث الدهر وما قدّره الله لنا من شتات وترحال في العالم من أقصاه إلى أقصاه، وربّما قد نكون نلنا الثواب على هذا شتاتًا يُكفّر عن الخطيئة. يعلم الله سبحانه وتعالى أنّ هناك أحكامًا دوّنت تفسيرها خلال أسفاري في الطرقات، ومنها أمور دوّنتها وأنا على متن السفن في البحر العظيم".

 

بالعودة إلى الخريطة

image