كان موسى بن ميمون شخصًا فريدًا. وتظافرت ظروف نشأته: الزمان والمكان. زمانيًا – وصلت الثقافة اليهودية، على الصعيد الفقهي والفكري، إلى مفترق طرق احتاجت حينها إلى يد قوية لشقّ الطريق والإرشاد إليها؛ مكانيًا – شرق هائج بسبب اللقاء العظيم بين الشرق والغرب، بين الإسلام والمسيحية واليهودية، وليس بأقل شأن من هذا، اللقاء فيما بين الفئات الشرقية والغربية اليهودية نفسها. شهدت هذه اللقاءات صراعات ولكنها شهدت كذلك إثراءً متبادلاً.
وفوق كل ذلك، تقف شخصية موسى بن ميمون الفذّة الفريدة محمولة شامخة فوق رؤوس بقية الشعب، وهي شخصية لم تصل بعد إلى كامل تحليلها، وكل جيل يسعى إلى التعامل معها من جديد. فضلاً عن قوى الإبداع الاستثنائي، فقد تمتّعت هذه الشخصية بثقة كاملة بالنفس، أقرب إلى الثقة المسيحانية، بشأن رسالتها وواجبها لطرح الحلول وشقّ الطريق أمام الجمهور لا بل وحتى أمام أولئك الذين يختارون طريقًا آخر. منذ ذلك الحين، لم نعد نشهد أية كينونية يهودية لا تنطوي على تعاليم وفكر بن ميمون. يفرض على كل جيل العودة من جديد لتفسير نفسه والتعامل معها والتمحيص بها بالمقايسة مع هذا العماد متعدّد الأوجه: سيدنا موسى بن ميمون، الشخص وتراثه الشامل.
موقع لم يقم أحد كموسى هو ثمرة تعاون بين المكتبة الوطنية ومتحف إسرائيل. رسم الخريطة التفاعلية عيدو بك.
يقام في إطاره المعرض موسى بن ميمون: منذ اختراع الطباعة وحتى العصر الرقمي في مقر المكتبة الوطنية ويقام المعرض موسى بن ميمون: مصنّفاته وبصمته في مقر متحف إسرائيل.
يشمل عمل مدرسة بن ميمون الدينية المقامة على هامش المعرض في المكتبة برنامج نشاطات مختلفة ومحاضرات وورشات عمل مفتوحة أمام الجمهور الواسع على مدار أيام المعرض جميعها.
يقام المؤتمر والمعرضان بفضل منحة من صندوق ميمونيدس.